عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

مدير مستشفيات المنيا في حواره لـ «الميزان الاقتصادي»: مبنى المستشفى الجامعي متهالك ولا يصلح للترميم.. وزيادة عدد سكان المحافظة وفقرها يعوقان تقديم خدمات طبية جيدة

الميزان الاقتصادي
الميزان الاقتصادي تحاور الدكتور حسني عبد الغني

يواجه آلاف من أهالى الصعيد خطر الإهمال في انعدام توفر الخدمات الأساسية، حتى وصل الأمر إلى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وخاصة بعض المستشفيات العامة التي تعد من الأساسيات التي يعتمد عليها الكثيرين لتلقي العلاج بسعر يناسب قدراتهم المالية، وخاصة أن أغلب الدراسات أثبتت أن نسب الفقر مرتفعة بالصعيد.


وعلى الرغم من أن مستشفى المنيا الجامعي يعد الهيكل الأساسي لتقديم الخدمة الطبية بالمحافظة كلها، إلا أنه أصبح خاليا من البشر، والسبب أن المبنى الذي يحتوى مئات من المرضى أصبح آيلا للسقوط.


أكد الدكتور حسني عبد الغني، مدير إدارة المستشفيات بمحافظة المنيا، وعميد كلية الطب، في حواره مع «الميزان الاقتصادي»، أن الفقر وانعدام الإمكانيات بالإضافة إلى صعوبات التمويل تضعف فرص تقديم خدمات لأهالي الصعيد، بالإضافة إلى زيادة عدد السكان، مشيرًا إلى أن محافظة مثل المنيا بها 5.5 مليون مواطن، يواجهون صعوبة مع قلة الخدمات الحكومية.


واضاف «عبد الغني» أن إخلاء المستشفى كان ضروة لا بد منها للحفاظ على حياة المترددين عليه، لأن المبنى أصبح يمثل خطرا على المرضى، لذلك كان لا بد من عملية الإخلاء، ونقل الحالات إلى مستشفى أسيوط العام، والذي يبعد عن مستشفى المنيا مسافة 120 كم.


بداية.. ما العقبات التي تواجه مستشفيات الصعيد؟

أبرز العقبات هو زيادة عدد سكان المحافظة بالنسبة للخدمات المتاحة بها، فمحافظة المنيا بها 5.5 مليون نسمة، ويتم تقديم الخدمة الصحية من خلال مستشفى واحد بكل مركز، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك عددا من المستشفيات بحاجة إلى إعادة تأهيل مبانيها.


لماذا تم إخلاء المستشفى من المرضى رغم عدم وجود بديل؟

مستشفى المنيا الجامعي عبارة عن مبنى واحد، تم استلامه من وزارة الصحة لعمل مستشفى جامعى، لأن طلاب كلية الطب لم يكن لهم مستشفى للتطبيق العملي، ولكن المباني لم تكن على حال يمكن أن يترميمه، لذلك بدأت الجامعة إجراءاتها لإنهاء أعمال الترميم بالمستشفى، ولكن بعد الأحداث التي مرت بها البلاد منذ 25 يناير، تباطأت عملية الترميم إلى أن توقفت تماما، وتم الإخلاء بعد إصدار تقرير هندسي أوضح خطورة المبنى على حياة المرضى.


ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها للتعامل مع الحالات المزمنة؟

اتفقنا مع رئيس الجامعة لتخصيص مبنى داخل الجامعة، وتم إسناده للقوات المسلحة لتسريع بعملية الترميم، والحالات المزمنة يتم التعامل معها بالمستشفى الرئيسي، بالرغم من أن هذا المبنى بحاجة إلى إعادة تأهيل أيضًا، لكن يتم تجهيزه ليكون على استعداد لاستقبال المرضى خلال شهر، ومجهز بأربع غرف عمليات و40 سريرا.


ما الإجراءات التي سيتم اتخاذها لإعادة هيكلة مستشفى المنيا؟

هناك خطة متوسطة الأجل، ولكن الاهتمام الآن ينصب على ترميم المستشفى، لاستقبال المرضى، والتأهيل سيتم من خلال بناء مستشفى طوارئ يحتوى على 450 سريرا وموجود داخل الجامعة، ليتم إخلاء مستشفى المنيا الجامعى بالكامل.


كيف تسير خطة التطوير بالمستشفى؟

تم التركيز على إنهاء التجهيزات، فتم افتتاح مركز للعناية المركزة للقلب بمستشفى الصدر والقلب، وبلغت التكلفة الاستثمارية لها 16 مليون جنيه، وتتسع لـ32 سرير، وتم التعاقد على قسطرة قلب حديثة سيتم استلامها خلال فترة قصيرة، وتم إضافة عدد من المناظير الجراحية، وجهاز للأشعة المقطعية، والموجات الصوتية.


لماذا تم تحويل الحالات المزمنة إلى مستشفى أسيوط؟

التحويل تم لظروف قاهرة، ويتم إعداد أماكن بديلة لاستقبال المرضى، ويقتصر الاستقبال بالمنيا على حالات الكلى المزمنة، ولكن خلال شهر ستكون المستشفى جاهزة للاستقبال، ومستشفى أسيوط تتميز باتساع حجم الاستقبال بها، فالسعة داخل المستشفى تصل لـ5000 سرير، وذلك لتوافر التمويل اللازم للتطوير، بالإضافة إلى توافر الكوادر الموهلة للتعامل مع المرضى.


هل ترتبط الأزمة التي تمر بها مستشفيات الصعيد بسياسة وزير الصحة الحالي؟

السياسة الصحية هي سياسة متراكمة، وأزمة المستشفيات موجودة منذ وقت كبير، وذلك بسبب عدم وجود استثمارات كافية لتطوير المستشفى كما ينبغي، مما أدى إلى إهمال الوضع حتى أصبحت مبانى المستشفيات آيلة للسقوط، وغير مؤهلة لتحتوي المرضى.


هل الحالة الاقتصادية في الصعيد تسمح بنجاح المستشفيات الاستثمارية؟

الصعيد تشتهر بارتفاع معدلات الفقر، لذلك من الصعب افتتاح مستشفى استثماري، ولكن يمكن أن يكون مستشفى اقتصاديا، يحمل عن المواطن أعباء العلاج، من خلال نظام التأمين الصحى الشامل.


ما رأيك في اقتراح وزير الصحة ببيع مستشفيات التكامل للقطاع الخاص؟

مستشفيات التكامل أزمة كبيرة، فلا توجد كوادر لتغطية كافة المستشفيات، بالإضافة إلى بعدها الجغرافي عن المراكز الحضارية، وافتقارها للخدمات، ولم تستطع وزارة الصحة تدويرها، لذلك تم اقتراح بيعها ليتم استثمارها بشكل يخدم المريض.