وزير الصحة يتراجع.. ويشيد بمجانية «عبد الناصر»
بعد حملة هجوم عنيفة، تراجع أحمد عماد راضي، وزير الصحة والسكان، عن تصريحاته التي هاجم فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووصفه قرار مجانية الخدمات الصحية للمواطنين الذي أصدره بأنه سبب تراجع مستوى المنظومة الصحية مؤخرًا.
وأشاد وزير الصحة، اليوم الثلاثاء في بيان، بقانون التأمين الصحي الذي أصدره «عبد الناصر» في 1964، حيث شمل تحت مظلته 48% من المواطنين في هذا الوقت، لافتا الى أنه أصدر هذا القرار الجريء وبدون الرجوع إلى مجلس النواب، حرصا منه على مصلحة المواطنين.
وانتقد وزير الصحة سياسة «المجانية» التي اتبعها الرئيس جمال عبد الناصر، محملا إياها المسئولية عن تدهور قطاعي التعليم والصحة. وقال خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس النواب أمس الاثنين إن السبب في ذلك يرجع للقرار الذي أصدره عبد الناصر بأن التعليم كالماء والهواء والصحة مجانية لكل فرد، «فراح التعليم وراحت الصحة».
وقال الوزير إن «قانون التأمين الصحي الشامل والذي يتم الإعداد له حاليا ما هو إلا استكمال لمسيرة بدأها زعيم عظيم لخدمة هذا الشعب الأبي»، مؤكدًا أن القانون الجديد هو نظام تكافلي يشمل جميع المواطنين سواء القادرين والذين سيسهمون باشتراكات أو غير القادرين والذين ستتحملهم الدولة وتقدم لهم الخدمة الطبية مجانًا، ومن المنتظر عرضه على البرلمان وأخذ موافقته عليه.
وأشار وزير الصحة إلى أن الخدمة الطبية قديما كانت تقدم بالمجان ودون أى اشتراكات مما أثقل على الموازنة العامة للدولة لفترات طويلة الكثير، الأمر الذي تتطلب إعادة هيكلة للمنظومة الطبية بشكل تستطيع الوزارة تقديم خدمة طبية مرضية للمواطن المصري، قائلا: «لا توجد أي دولة بالعالم يتحمل اقتصادها هذا العبء المالي منذ أكثر من 50 عاما وتستمر في تقديم الخدمات الطبية لمواطنيها بالشكل المرضى».