«الفساد» يحكم مستشفيات الصعيد.. المعاناة مستمرة بوحدات «سوهاج العام».. وتدنى الخدمة يسيطرعلى «المنيا الجامعى».. و«الإهمال» شعار المسئولين
يعانى صعيد مصر من أزمات عديدة منذ فترات طويلة، ويأتى تدني الخدمة الصحية بالمستشفيات فى صدارة تلك الأزمات، التى تهدد حياة أهالى الصعيد، فى ظل تجاهل واضح من المسئولين وفساد مستشرٍ فى كل جوانب المنظومة الصحية بمحافظات الجنوب.
وبعد أن كشفت النيابة الإدارية، العديد من المخالفات في مستشفى جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، يستغيث أهالى الصعيد بالجهات المختصة لمساعدتهم في إنقاذ الأرواح، من خلال صرخات تطالب وزارة الصحة بسرعة إيجاد حلول للمبانى المتهالكة وانشاء مستشفيات مجهزة لاستقبال الحالات.
قال الدكتور جمال قريشى، مدير مستشفى سوهاج العام، إن مستشفى جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، يعد وحدة صحية محددة المهام، ويقتصر عمله على تسجيل المواليد والوفيات، مشيرًا إلى أن البلاغ المقدم ضد مسئوليه كان «كيديا»، وليس من أجل ضبط المخالفات.
أضاف «قريشي»، أن هناك اتفاقا بين محافظ سوهاج، والدكتور مصطفى عبدالخالق عميد كلية الطب بجامعة سوهاج، لتحويل مستشفى جزيرة شندويل إلى مستشفى طوارئ لاستقبال المرضى، ولكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، موضحًا أن المستشفى كانت مهملة منذ أكثر من عامين ولم يتم اتخاذ خطوة واحدة لتطويرها.
إمكانيات مهدرة
وأشار إلى أن إمكانيات جميع الوحدات الصحية الموجودة بقرى محافظة سوهاج مهدرة، كما أن المستشفيات تعاني من نقص العمالة فيما يخص التمريض والنظافة، موضحًا أن مستشفى سوهاج العام يستقبل 5 آلاف حالة يوميًا بمرافقة تصل إلى 14 ألف شخص، مما يصعب مهمة التحكم في الخدمة الطبية المقدمة للمريض.
إهمال المسئولين
أكدت الدكتورة رفيدة سلطان وكيل وزراة الصحة بمحافظة سوهاج، وإحدى الموقوفين في قضية مستشفى «جزيرة شندويل» بسوهاج، أنها أصدرت قرارا بنقل مدير مستشفى شندويل، ونائب المدير، وعدد من الممرضين والأطباء إلى مستشفى «ساقلتة»، موضحة أن الغياب المتكرر لمدير المستشفى، وراء عملية النقل.
أوضحت وكيل وزراة الصحة بسوهاج، أن لجنة التفتيش من النيابة الإدارية لم تجد مدير المستشفى وبعض الأطباء فى أماكن عملهم، لذلك تم إصدار قرار بوقفها عن العمل، مشيرة إلى أنه لابد من محاسبة مدير المستشفى، عن هذا التغيب، وليس وكيل الوزارة.
وكانت النيابة الإدارية، قد أصدرت قرارا بوقف الدكتورة رفيدة سلطان، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، ومدير إدارة المستشفيات بمديرية الصحة بسوهاج، ومدير الإدارة الصحية بسوهاج، ومدير مستشفى جزيرة شندويل، عن عملهم لمدة 3 أشهر، بعد ضبط مخالفات بمستشفى جزيرة شندويل، الاثنين الماضي.
خدمات طبية منعدمة
واشتكى د. محمد أشرف عثمان، مدير مستشفى المنيا الجامعي، من افتقاد الخدمات الطبية بالمستشفى، مؤكدا غياب التمويل الكافي للتطوير، مشيرا لوجود حالات يعجز المستشفى عن استقبالها نتيجة لعدم وجود إمكانيات كافية للتعامل معها، ويتم تحويلها لمستشفى أسيوط العام، الواقعة على بعد 120 كيلو مترا من مدينة المنيا.
المبانى آيلة للسقوط
وطالب أشرف، بضرورة استجابة كافة الجهات لتمويل مستشفيات الصعيد، موضحًا أن البداية تتجة نحو تحديد الأبنية الآيلة للسقوط، وهو السبب الرئيسي وراء إخلاء المستشفى.
أكد الدكتور أشرف محمد عثمان مدير مستشفى المنيا الجامعي، أنه تقدم بطلب لإنقاذ المباني المتهالكة بالمستشفى، موضحًا أن المستشفى بحاجة لوجود مبنى طوارئ لاستقبال الحالات بكافة درجاتها، مشيرًا إلى أن المبني تبلغ تكلفتة 155 مليون جنيه.
وأوضح عثمان، أن المستشفى بحاجة لمبانٍ متخصصة للحالات المزمنة والتي تحتاج إلى عناية طبية فائقة، موضحًا أن المستشفى لا يستطيع استقبال تلك الحالات بسبب افتقار الخدمات الصحية، لافتًا إلى أنه أرسل دراسة لإنشاء مبنى لتلك الحالات بتكلفة استثمارية تبلغ 89 مليون جنيه.
مبانٍ متهالكة
وطالب مدير مستشفى المنيا الجامعي، بالإسراع لترميم المباني المتهالكة، التي أدت إلى إخلاء المستشفى من المرضى، مما تسبب بنشر حالة من الغصب بين أهالى المنيا، موضحًا أن أقرب مستشفى مجهز للتعامل مع تلك الحالات هو مستشفى أسيوط الذى يبعد 120 كيلو متراً، مما قد يهدد حياة أغلب المرضى.
أمل فى الإصلاح
وأكد الدكتور حسني عبدالغني عميد كلية الطب بجامعة المنيا، ومدير إدارة المستشفيات الجامعية، أن تسليط الضوء على العقبات التي تواجهها مستشفيات الصعيد يبعث أمل جديد فى الاصلاح، موضحًا أن هناك مبنى يتم تجهيزه بـ40 سريراً لاستقبال الحالات والإقامة، مضيفًا أنه سيتم استلام المبنى خلال شهر ونصف.
وأوضح عبدالغني، أن التكلفة الاستثمارية لتجهيز دور كامل لاستقبال الحالات المزمنة بلغت 15 مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه يعد من الحلول المؤقتة التي تساعد في تخفيف العبء على المواطن المصري.
إستراتيجية للتطوير
أضاف عميد كلية الطب جامعة المنيا، أن استراتيجة التطوير دخلت حيز التنفيذ، موضحًا أنه تم الاتفاق على عدد من المشاريع التي تسهم في رفع الخدمة الصحية بالمنيا خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى أن المستشفيات التي تقع بالصعيد تعاني من العديد من العقبات التى نسعى للتغلب عليها فى المدى القريب.
أوضح أن إخلاء المستشفى، أدى إلى انتشار حالة من الغضب بين المرضى، خاصة مع رفض استقبال بعض الحالات لعدم توافر خدمات صحية، فى ظل عدم تحديد استراتيجة للتطوير حتى الآن.
