رئيس شعبة التبريد والتكييف بغرفة القاهرة فى حوارة لـ «الميزان الاقتصادي»: التصنيع هو الحل لمواجهة ارتفاع..خروج 30% من المستهلكين بعد «التعويم»
التصنيع الحل السحرى لمواجهة ارتفاع أسعار التكييف
خروج 30% من المستهلكين بعد «التعويم»
1.5 حصان يستحوذ على 40% من السوق
أسعار الأجهزة تتغير عدة مرات في الشهر
تسببت زيادة أسعار أجهزة التكييف في خروج شريحة كبيرة من مستخدمي التكييف، تصل لأكثر من 30% من المستهلكين، بعد زيادة الأسعار 100%، وخروج هذه الشريحة سيؤدي إلى تراجع المبيعات بنسبة لا تقل عن 30% خلال موسم الصيف المقبل.
وفي حواره لـ«الميزان الاقتصادي»، أحمد الوسيمي، رئيس شعبة التبريد والتكييف بغرفة القاهرة التجارية، يعرض أهم مشكلات القطاع، ومبادرة الشعبة بالاتجاه للتصنيع المحلي من أجل تقليل تكلفة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
* ما الدور الذي تقوم به الشعبة خلال الفترة الحالية خاصة بعد ارتفاع الأسعار؟
تبنت شعبة التبريد والتكييف مبادرة تدعم التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج التكييفات، خاصة بعد قرار التعويم، والذي تسبب فى ارتفاع أسعار التكييفات بنسب تتراوح بين 60 و100%، فمصر تستورد أكثر من 60% من مستلزمات تصنيع التكييفات التي يتم تجميعها بالمصانع المحلية، ومن خلال الاعتماد على التصنيع المحلي تقل أسعار التكييفات التي ارتفعت نتيجة زيادة سعر الدولار.
وتقوم الشعبة ببحث مشكلات القطاع، وطرح حلول لها، ومناقشة عدد من المشكلات التي تواجه القطاع، وطرح مجلس إدارة الشعبة عدة مقترحات لتنظيم حركة الأسواق وتحديد أسعار السلع.
* كيف أثر ارتفاع أسعار التكييفات على المبيعات؟
زيادة الأسعار أسهمت في خروج شريحة كبيرة من مستخدمي التكييف، تصل لأكثر من 30% بعد زيادة الأسعار لأكثر من 100%، حيث تعتمد 40% من مبيعات التكييفات على تكييف 1.5 حصان، والذي يستخدم في المساحات الصغيرة من 10 إلى 14 مترا، وأكثر من 90% من مستخدمي هذا النوع من التكييف من الطبقة البسيطة والمتوسطة، وهو ما سيدفعهم للخروج من هذه شريحة المستهلكين، مما يؤدي إلى تراجع المبيعات بنسبة لا تقل عن 30% خلال موسم الصيف المقبل.
* هل الكميات المتوافرة في الأسواق تكفي حاجة السوق المحلية؟
تجارة التكييف خلال هذه المرحلة تقتصر على البيع من المصنع للتاجر وما بين تاجر وآخر، أما المستهلك الفعلى فإنه لم يسجل مشتريات خلال هذه الفترة، والمبيعات تزيد خلال فصل الصيف بشكل اكبر وتصل إلى المستهلك الفعلى، لكن من المتوقع انخفاض الكميات الموجودة في الأسواق من التكييف نتيجة لانخفاض التصنيع المحلي، لا سيما مع ارتفاع أسعار الخامات المستوردة التي تدخل في التصنيع.
ومصانع التكييف المحلي ليس لديها مخزون كافٍ من التكييفات، وهذه الفترة من العام تشهد مبيعات كبيرة لاسيما مع استقبال موسم الصيف، لكن هذا الأمر لم يحدث هذا العام مما سيؤثر على نقص الكميات الموجودة في الأسواق وسيزيد من أسعارها.
* كيف سيفيد التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج التكييف هذه الصناعة؟
الاتجاه إلى التصنيع المحلي هو الحل لمواجهة ارتفاع أسعار التكييف، لأن صناعة التكييف المحلية تعتمد على استيراد أكثر من 60% من مدخلات الإنتاج، مما أدى إلى زيادة أسعاره بعد ارتفاع سعر الدولار، والتصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج التكيف، يزيد من القوة التنافسية للمنتج المحلي في الأسواق الخارجية، ويخفض أسعارها محليًا.
وأسعار التكييفات تتغير عدة مرات في الشهر للاعتماد على الدولار في هذه الصناعة، وهذه الزيادات ليست في مصلحة التاجر ولا المستهلك، حيث تتراجع مبيعات التاجر مع ارتفاع أسعار المنتجات، نتيجة لعدم قدرة المستهلك على شراء التكييفات بعد زيادة أسعارها.
وتكلفة التصنيع المحلي ستكون أرخص بكثير من استيرادها من الخارج، فمصر حباها الله بتوافر المواد الخام مما يعطي فرصة لتصنيع هذه المدخلات وتصديرها للخارج بدلًا من استيرادها، وبهذه الطريقة يحدث توازن بين الكميات المستوردة والمصدرة للخارج.
* كيف أثر ارتفاع سعر الدولار على حجم كميات التكييف المستوردة في الأسواق؟
الكميات المتوافرة في الاسواق من أجهزة التكييف المستوردة تراجعت بنسبة 70%، نتيجة لارتفاع أسعارها بسبب تعويم الجنيه، مما قلل من حجم استيراد هذه الاجهزة، الأمر الذي أدى لوجود نقص في الأسواق مما ينذر بوجود زيادة كبيرة في أسعارها مع دخول فصل الصيف وزيادة الإقبال على الشراء.
* هل انخفاض الدولار الجمركي سيخفض أسعار أجهزة التكييف؟
انخفاض سعر الدولار الجمركي سيكون له تأثير على انخفاض أسعار السلع المستوردة من الخارج، وبدأت بالفعل بعض المصانع بتخفيض لأسعار الأجهزة بنسبة 4% بعد انخفاض سعر الدولار، والنسبة التي انخفض بها الدولار الجمركي على الرغم من أنها ليست كبيرة إلا أن تأثيرها سيكون واضحا على أسعار التكييف، الانخفاض سيكون في أسعار الأجهزة التي سيتم تصنيعها الفترة المقبلة، فمازال هناك مخزون لدى المصانع تم تصنيعه بتكلفة مرتفعة في ظل ارتفاع سعر الدولار الفترة الماضية.
وتبحث مصانع التكييف صرف تعويضات عن فروق أسعار الأجهزة بعد انخفاض الدولار خلال شهر فبراير، للوكلاء والموزعين المعتمدين.
* كيف استقبلت المصانع فكرة الاعتماد على مستلزمات إنتاج مصنعة محليًا؟
الفكرة لاقت ترحيبًا من قبل المصانع المصنعة للتكييفات في مصر، وأعلنت دعمها لمبادرة الشعبة لإنتاج مستلزمات الإنتاج محليا، وانها ستعتمد على المستلزمات المحليه وقت توافرها.
* هل الاستثمار في صناعة مستلزمات إنتاج التكييف له مستقبل جيد؟
بالطبع نعم، فالاستثمار بقطاع صناعة التكييف في مصر بداية من مستلزمات الإنتاج إلى التصنيع الكامل للأجهزة محليًا من الاسثمارات التي يمكن أن يكون لها مستقبل في مصر، والاعتماد على التصنيع المحلي سيكون في صالح كافة أطراف المنظومة بداية من المصانع التي تعتمد على مستلزمات الإنتاج المستوردة والتاجر الذي سيصل إليه المنتج بسعر منخفض لتصل إلى المستهلك بأسعار مناسبة.
كما أن مصر بحاجة إلى كميات كبيرة من مستلزمات الإنتاج، حيث تستورد سنويًا 5 ملايين وحدة موتور لأجهزة التكييف «كومبريسور»، التي تعتمد كلها على سعر الدولار، لذا يجب التفكير خارج الصندوق من خلال تحديد المشكلات التي تواجه القطاع، وطرح حلول لهذه المشكلات، والدولار لم يؤثر وحده فقط على أسعار السلع، بالإضافة إلى أن القرارات التي أخذتها الدولة بزيادة الضرائب للقيمة المضافة، وزيادة أسعار الكهرباء كلها أثرت على زيادة أسعار المنتجات.