عاجل
الأحد 27 أبريل 2025
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

"الفودو" مخدر جديد يضرب المجتمع المصري.. الشباب الأكثر إقبالا.. ارتفاع سعر الحشيش وراء انتشاره.. وأعراضه "مسح الذاكرة وضمور بالمخ"

مخدر الفودو
مخدر الفودو

تظهر علي الساحة من وقت لآخر، أنواع جديدة من المخدرات تعمل علي تدمير الشباب، فضلا عن الأنواع المنتشرة في المجتمع والتي علي رأسها مخدر الحشيش، حيث انتشر في الفترة الأخيرة نوع جديد من المخدرات بين الشباب يطلق عليه "الفودو" أو "الاستروكس".

ونبات "الفودو"، أحدث صيحات الموضة في عالم الإدمان، لكنه أحد أخطر أنواع المخدرات التي غزت مصر في الشهور الماضية، ولقى رواجا كبيرا بين الشباب، وهو يشبه نبات القنب، وله تأثير كبير على المخ ويستخدم في الأساس كمهدئ للحيوانات، وخاصة الثيران والحيوانات المفترسة.

أصل «الفودو»

«الفودو» نبات مخدر أو عشب مخصص لتخدير الحيوانات، له مذاق مختلف عن الحشيش والبانجو ولونه أخضر، ورائحته تشبه “الماريجوانا”، ويتم تعاطيه عن طريق التدخين في السجائر.

وكلمة فودو Voodoo، مشتقة من كلمة Vodun، وتعني الروح وهو مذهب ديني عقائدي انتشر في ربوع قارة إفريقيا، ومع انتقال الأفارقة كعبيد إلى أمريكا، انتقلت معهم طقوس الفودو إلى أمريكا وهاييتي، وجزر الكاريبي.

أكثر من 60 مليون شخص حول العالم يعتنقون ديانة الفودو، ويتركز أغلبهم في بنين وتوجو وهاييتي وجمهورية الدومينيكان، “فالإله في ديانة الفودو، هو إله غيبي غير معلوم يسمونه أولورون، Olorun، وقد خلق هذا الإله إلها أصغر يتخذ شكل أفعى ضخمة يسمونها أوبالاتا Obalata”.


«الفودو» أخطر أنواع المخدرات

الدكتور مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي بوحدة علاج الإدمان بمستشفي العباسية، أكد أن هناك الكثير من أنواع المخدرات ومنها المخلط والطبيعي كنبات الحشيش والخشخاش والأفيون والترامادول والفودو.

وأضاف حسين، في تصريحات صحفية، أن “الفودو” من أخطر أنواع المخدرات، لافتا إلى أنه يحتوي على مواد تسمى الأتروبين والهيوسين والهيبوسيامين، ويمتاز باللون الأخضر الفاتح، مضيفا "بدأ دخوله مصر في أواخر عام 2010 عن طريق حدودها الغربية من خلال ليبيا، لافتًا إلى أن “العرباوية” المصدر الأكبر لتجارته ولهم دور كبير في إدخاله وترويجه.

وأوضح أنه يتم استيراده من الولايات المتحدة الأمريكية كأعشاب للحيوانات، ومدون عليه غير صالح للاستخدام الآدمي، إلا أنه يستخدم ويتم بيعه للشباب.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى إن الشباب يلجأ إلى هذا النوع من المخدرات، خصوصًا متعاطي الأفيون لأنه أرخص وأقوى في التأثير.

وأكد أنه يسيطر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى تخديره تماما فضلًا عن مسح الذاكرة وضمور بالمخ وتشنجات عصبية، وأحيانا يضيق الدورة الدموية تماما وعندما ينتهي تأثيره تزيد الهلاوس السمعية والبصرية لدى المتعاطي، لافتا إلى أن التوقف عن التعاطي قد يؤدى إلى حدوث أعراض بدنية ومرضية خطيرة ولا يستطيع الفرار منها ويمكن أن تنتهي به إلى الوفاة إلا إذا خضع للعلاج.

وينتشر "الفودو" في مناطق كثيرة بالقاهرة، كالمهندسين ومدينة نصر، ورمسيس وباب الشعرية والزاوية الحمراء والوايلي وبولاق الدكرور وصفط اللبن وكفر طهرمس ويوجد إعلانات لبيعه في منطقة شبرا.

وأصبح محل إقبال من الشباب ممن يعانون الاكتئاب على أمل أن يحقق لهم النشوة ويهربون به من الواقع.

اعترفات مدمن سابق!

كشفت إحصائية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أن المرحلة العمريه من 21 إلي 30 سنة، هي أكثر المراحل التي يبدأ فيها تعاطي المخدرات، وذلك لطبيعة المرحله حيث يعاني الشباب في هذه السن من البطالة وعدم القدرة علي تحقيق الذات، وأشارت الإحصائية إلى أن عقار الترامادول – ومشتقاته التى ظهرت مؤخرًا مثل الفودو، جاء في المركز الأول، تلاه مخدر الحشيش، وأوضحت الإحصائية أن 18 ألف مريض تقدموا للعلاج من خلال الخط الساخن خلال عام 2011 من جميع محافظات الجمهورية.

احمد.ت، عمره 20 سنة، كان مدمنا للحشيش، وتعافى منه، والمثير للانتباه في حكايته أنها تشبه كثيرًا معظم تجارب المدمنين، يقول "عندما بدأت أدخن الحشيش فى عام 2008 كان معي ثلاثة من زملائى فى المدرسة، وكان هذا يتم سرا وفى الخفاء، لكن يبدو أن أغلبية الشباب فى مصر كانوا يفعلون ذلك، والآن لا تجمعنى جلسة مع أى صديق سواء كان من أيام الثانوي أو فى العمل إلا ويكون معظم الموجودين مروا بتجربة تدخين الحشيش ولو مرة في حياتهم".

ويضيف: "الملاحظ الآن هو انتشار التجار الذين يبيعون الحشيش ومعظهم شباب ما بين العشرين والخامسة والعشرين، حيث لم يعد تواجدهم مقتصرًا فقط على المناطق العشوائية والشعبية، بل أصبح هناك "ديلرات" بالمناطق الراقية ويقومون بخدمة التوصيل للمنازل أيضا، وكل منطقة لها أسعارها فى البيع، فعندما تذهب "للديلر" فى منطقته يكون السعر أقل 50 جنيهًا تقريبا عن السعر الذى تشترى به إذا جاء إلى منزلك، وهناك "ديلرات" تقوم بتقديم خدمة التوصيل للمنازل مجانا ويكتفى بـ"البقشيش" الذى تعطيه له.

فيما تشير د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، أننا نتقدم خطوة للأمام ونتراجع 10 للخلف، فمشكلة مصر في تناول قضية المخدرات، هي أننا ليس لدينا خط مستقيم أو خطة نسير عليها وفقا لمنهج وبرنامج مستمر يحقق أهدافه بغض النظر عن المسئول، مضيفة "المشكلة في تغيير المسئولين فنجد أن كل مسئول يريد أن يضع خطة وبصمة مختلفة عن الآخر، فغياب الخطة الواضحة من جانب المسئولين من ناحية، وعدم وجود منظومة متكاملة لمواجهة مخاطر المخدرات، وتوقف الحملات للحد من خطورتها، كل ذلك يؤدي إلي تفاقم المشكلة، خاصة مع انشغال الناس بالسياسة، مؤكدة أن الحل الوحيد هو اللجوء لأسلوب صارم في التعامل مع المخدرات وتجارها.

وأوضح أحد مدمني "الفودو" رفض الكشف عن اسمه، أن مخدر "الفودو"، أقوي بكثير من الحشيش، قائلا "عندما تتناول هذا المخدر تشعر بعدم وجود أي مشكلة في الحياة وتغيب عن الوعي مدة تتراوح بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة.

وتابع أن الفودو يباع بطريقة أسهل من مخدر الحشيش في المناطق الشعبية، مبررا ذلك بسبب ارتفاع سعر الحشيش في الفترة الأخيرة، موضحا ان جرام الفودو يتراوح بين 150 جنيها و200 جنيه، "حسب المنطقة" التي يبع فيها، مضيفا "في المناطق الشعبية يصل سعر الجرام إلي 25 جنيها فقط، حيث أصبح في متناول المدمنين بسبب سهولة الوصول له مع غياب الرقابة".