وزير التموين.. هل تستطيع؟!

فـ«مصيلحي» بعقلية مهندس الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يدقق كثيرًا في مهامه، ليخرجها على أكمل وجه، كما عرفناه سابقًا، لم يتقلد منصبًا إلا وأدى ما عليه ببراعة واقتدار، بدءًا من تعيينه في منصب كبير مستشاري وزير الاتصالات في عام 1999، ثم رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري من 2002 وحتى ديسمبر 2005، ثم وزيرًا للتضامن الاجتماعي، ووزيرًا للتموين قبل ثورة 25 يناير. 

لكن في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تمر بها مصر، هل يستطيع الدكتور «مصيلحي» قيادة وزارة من أكثر الوزارات تعقيدًا، وزارة ينخر في جسدها «السوس» لسنوات طويلة، وزارة تحكمها البيروقراطية، وزارة أقل قرار يتخذ فيها يؤثر تأثيرًا مباشرًا علي المواطنين، وخاصة محدودي الدخل.

هل ستجد من يساندك ويدعمك لتحقيق أهدافك وتنفيذ أفكارك، كانت لنا تجربة ليست ببعيدة مع الوزير الأسبق لتلك الوزارة «الدكتور خالد حنفي»، الذي عرفناه قبل أن يتقلد مهامه الوزارية، كأستاذ جامعي ومستشار اقتصادي لمنظمات ومؤسسات، عهدناه نظيف اليد، فطنا، شديد الذكاء، مليئا بالحيوية، طموحا، أراد تحقيق الكثير من أجل بلاده ومواطنيها، لكن هل سانده ودعمه أحد في ذلك؟!، الإجابة لا.. أحلامه وؤدت تحت أقدام البيرقراطية، تحمل هو أوزار عبارة «كله تمام يا دكتور.. وتعليماتك وتوجيهاتك تنفذ على أكمل وجه» فـ«حنفي» اعتقد أن هناك من يريد مساندته ودعمه، وأنهم جميعهم ينفذون ويعملون حبًا في عملهم، كُل في منصبه وموقعه، لكن ذُبح بسلاح خيانة الأمانة والثقة.

وأنا أخشى عليك من نفس المصير، في تلك الظروف الصعبة، وأن تحمل أوزار الآخرين، فللحكومة برنامج الإصلاح الاقتصادي، وملامحه زيادة الأعباء على كاهل المواطنين وليس التخفيف عنهم، فكيف ستستطيع أنت دعم المواطنين، وتقديم خدمات أفضل لهم.

دكتور علي مصيلحي.. هل تستطيع نسف تلك الوزارة وبناءها من جديد، فهي لا تحتاج إلي إعادة هيكلة، لن يجدي ذلك نفعًا مع تلك العجوز، إنها في حاجة إلى ضخ دماء جديدة، ونسف البيروقراطية العنيدة، وإزالة الغبار المتراكم عن ملفاتها العتيدة، لطرد «السوس» الذي نخر لسنين عديدة.

دكتور علي مصيلحي..أنت أكبر من كل منصب.. فأنت قامة علمية.. واسع الخبرة.. وعظيم الرؤية.. لست في حاجة للمال أو الجاه أو المنصب.. لكن ذلك المنصب يحتاج إليك.. فهل تستطيع كتابة شهادة ميلاد جديدة لوزارة التموين.. هل تستطيع ؟!